الرياض- مخالفات مرورية خانقة تُعيق تطور العاصمة.

المؤلف: خالد السليمان11.15.2025
الرياض- مخالفات مرورية خانقة تُعيق تطور العاصمة.

في مدينة الرياض، لم يعد الازدحام المروري الحاد مجرد موضوع للنقاش، بل أصبح واقعًا مريرًا يتعايش معه السكان، وتبادلوا فيه الشكوى والتأوه بدلًا من الحوار الجاد والبناء!

يكمن جوهر المشكلة في أن قسمًا كبيرًا من أسباب هذه الأزمة المرورية يعود إلى المخالفات المتكررة التي تحدث عند المحاور الحيوية والمخارج المزدحمة والنقاط الحرجة، والتي لا تجد حلولًا ميدانية فعالة، على سبيل المثال، طريق رئيسي كطريق الملك عبد العزيز في قلب الرياض، يشهد اختناقًا مروريًا يمتد لكيلومترات طويلة، والسبب هو اندفاع السائقين نحو المخرج المؤدي إلى طريق العروبة، مما يخلق مسارات اقتحامية متعددة تعيق حركة المرور الرئيسية وتغتصب حقوق السائقين الذين يلتزمون بالمسار النظامي للمخرج، فلو تواجد رجل مرور واحد في تلك المنطقة، أو مركبة مجهزة، أو حتى كاميرا ترصد هؤلاء المتجاوزين، لحُلت مشكلة عويصة بدلًا من حصر الرقابة على مخارج ومداخل خدمة الطرق الدائرية، والتي غالبًا ما تزيد الطين بلة بدلًا من تقديم العون!

ولا يزال كتف الطريق مستباحًا من قبل السائقين الذين يعتدون على حقوق الآخرين الملتزمين بالمسارات الصحيحة، فلو كانت غرامة استخدام كتف الطريق رادعة وفاعلة، لما تجرأ أحد على انتهاكه، وينطبق الأمر ذاته على مستخدمي المسار الأحمر المخصص لحافلات النقل العام، فهم يثيرون حفيظة الآخرين، وهذا الاستفزاز يدفع بعض السائقين المترددين في ارتكاب المخالفات إلى تقليدهم، طالما أنهم يفلتون من العقاب الرادع!

تسعى الدولة جاهدة لجعل الرياض في مصاف العواصم العالمية المرموقة، لكن هذا الطموح لن يتحقق ما دام السائقون يستهترون بأنظمة وقواعد السير، ويشوهون صورة المجتمع وثقافة احترام القانون، ويمارسون تلك المخالفات التي تزيد من تفاقم أزمة الاختناق المروري وتعقيدها أكثر فأكثر!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة